languageFrançais

'القاذفة الشبح' الأمريكية.. ما هي وما قدراتها في الهجوم على إيران؟

كشفت وكالة 'رويترز' للأنباء، نقلا عن مسؤول أمريكي، بأنّ قاذفات "بي-2" الأمريكية استُخدمت في الهجمات على مواقع إيران النووية. 

واستهدفت الضربة الأمريكية 3 مواقع نووية إيرانية هي فوردو ونطنز وأصفهان. وزعمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مصدر أمريكي مطّلع، أنّ أكثر من 30 طنا من القنابل استُخدمت لتدمير محطة فوردو للطاقة النووية.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تنفيذ الجيش الأمريكي هجوما الآن على المواقع النووية الإيرانية بينها منشأة فوردو.

علما وأنّ الولايات المتحدة كانت قد نقلت قاذفات قنابل من طراز "بي-2" إلى جزيرة جوام في المحيط الهادي. 

فما هي قدرات "القاذفة الشبح"؟

يُمكن تجهيز القاذفة بي-2 لحمل القنابل الأمريكية (جي.بي.يو-57) زنة 30 ألف رطل المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض. 

وتمثل القاذفة الشبح (بي-2 سبيريت) التابعة لسلاح الجو الأمريكي إحدى أكثر الأسلحة الاستراتيجية تطورا لدى الولايات المتحدة بقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية المتطورة وتوجيه هجمات دقيقة ضد أهداف محصنة مثل شبكة منشآت الأبحاث النووية الإيرانية الواقعة تحت الأرض.

مواصفات بي-2 سبيريت

تبلغ تكلفة الطائرة الأمريكية حوالي 2.1 مليار دولار مما يجعلها أغلى طائرة عسكرية على الإطلاق. وصنعتها شركة نورثروب جرومان بتكنولوجيا التخفي المتطورة، وبدأت إنتاجها في أواخر الثمانينيات ولكن جرى الحد من تصنيعها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. ولم يتم إنتاج سوى 21 قاذفة فقط بعد إلغاء وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) برنامج الاستحواذ الذي كان مخططا له.

ويتيح مدى القاذفة الذي يزيد عن 6000 ميل بحري دون إعادة التزود بالوقود قدرات هجومية من القواعد الأمريكية المنتشرة في أنحاء العالم. ومع إعادة التزود بالوقود جوا، يمكن للقاذفة الوصول إلى أي هدف في جميع أنحاء العالم تقريبا، كما ثبت في مهمات من ميزوري إلى أفغانستان وليبيا.

وتسمح حمولتها التي تزيد عن 40 ألف رطل بحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية والنووية. وصممت مخازن الأسلحة الداخلية للقاذفة خصيصا للحفاظ على خصائص التخفي مع استيعاب حمولات كبيرة من الذخائر التي يمكن أن تشمل قنبلتين من طراز جي.بي.يو-57 إيه/بي (موب) الخارق للتحصينات والدقيق التوجيه. وتزن القنبلة الواحدة 30 ألف رطل.

ويُقلّل تصميم الطائرة، لتحمل طيارين اثنين، من عدد الأفراد المطلوبين للحفاظ على الكفاءة التشغيلية وذلك بفضل الأنظمة الآلية المتقدمة.

وتشتمل تقنية التخفي في الطائرة على مواد تمتص موجات الرادار وميزات تصميمية تقلل من رصدها من قبل أنظمة الدفاع الجوي المعادية. وتقول تقارير إن ظهور الطائرة على شاشة الرادار يشبه رصد طائر صغير مما يجعلها غير مرئية تقريبا لأجهزة الرادار التقليدية.

القنبلة الخارقة للتحصينات

تُمثل القنبلة، التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل، أكبر قنبلة تقليدية في الترسانة الأمريكية، وهي مصمّمة خصيصا لتدمير المخابئ المحصنة تحت الأرض. ويجعل حجمها الضخم الطائرة بي-2، لا تقدر إلاّ على حمل واحدة أو اثنتين منها لكنّها توفّر قدرة اختراق للخنادق لا مثيل لها.

ويتيح طول القنبلة البالغ 20,5 قدم ونظام الاستهداف الدقيق الموجه بنظام تحديد المواقع العالمي جيه.بي.إس توجيه ضربات دقيقة ضد منشآت محددة تحت الأرض. كما أن قدرتها على اختراق الخرسانة المحصنة لأكثر من 200 قدم تجعلها فعالة ضد أكثر المنشآت تحت الأرض تحصينا في العالم.

حمولات تقليدية نووية

تُوفر ذخائر الهجوم المباشر المشترك لطائرة بي-2 قدرة استهداف تقليدية دقيقة ضدّ الأهداف الثابتة. ويمكن نشر هذه الأسلحة الموجّهة بنظام جي.بي.إس بأعداد كبيرة، إذ تستطيع القاذفة إصابة أهداف متعددة في وقت واحد بدقّة عالية.

وتُوسِّع أسلحة المواجهة المشتركة مدى اشتباك الطائرة مع الحفاظ على خصائص التخفي أثناء الاقتراب. وتُمكِّن هذه القنابل طائرة بي-2 من ضرب أهداف خارج محيط المجال الجوي المُحصن بشدة.

وتُوفر صواريخ المواجهة المشتركة جو-سطح (جيه.إيه.إس.إس.إم) قدرة على توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى بفضل خصائص التخفي التي تتمتع بها. ويُتيح الطراز الموسع لصواريخ المواجهة المشتركة جو-سطح (جيه.إيه.إس.إس.إم-إي.آر) خيارات توجيه ضربات ضد أهداف على بُعد يزيد على 805 كيلومترات.

وتُعد طائرة بي-2 سبيريت عنصرا أساسيا في الثالوث النووي الأمريكي، وهي قادرة على حمل أسلحة نووية استراتيجية بدقة وتخف. ويُمكن للطائرة حمل ما يصل إلى 16 قنبلة نووية من طراز بي83.

وكالات 

اقرا أيضا

share